
بقلم: أ. قدري الراعي
تولي الأمة المتقدمة عنايتها الفائقة بتربية أفرادها، وإعداد مواطنيها إعدادًا خاصًا؛ ليكونوا شبابًا عاملين لأمتهم، وفي خدمة وطنهم، واعين بالدور الخطير الذي يُنتظر منهم في مسيرة الحياة، حيال قضايا الأمة الكبرى وهمومها وتطلعاتها نحو غدٍ أفضل ومكانةٍ إقليمية ودوليةٍ أقوى.
ولا شك أن شباب الأمة – أية أمة – في أي مكان، وعبر الحقب التاريخية المتعاقبة هم حاملو لواء التجديد، والمغامرون في يموم الحياة الوعرة، والذائدون عن حياض أمتهم، والباسطون أشرعتهم صوب عوالم أفضل، وحيوات أجمل، والباذلون بسخاء في مواطن الإنتاج والعمل.
ولئن كان الشباب القوة الدافعة، والطاقة الهائلة، وملحمة الكفاح العظيم في بناء المجتمعات وتقدم الأوطان فإن الإسلام الحنيف قد وجّه إليه بالغ العناية، وأبى إلا أن يكبح جماح هذه القوة الدافعة، وتلك الطاقة الهائلة؛ لتنضبط على هدي القرآن، وتتأسَى بخلق النبي الأكرم، وتنطلق في الحياة وفقًا لدستورٍ رشيد، ومنهجٍ قويم، وعقيدةٍ واضحة لا لبس فيها ولا التواء.